عزاء واجب

بسم الله الرحمن الرحيم


مدخل :
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول:" اياكم ومحقرات الذنوب فانهن لا يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه.."
فقد يفرح الإنسان أنه لا يقع في كبائر الذنوب - وله أن يفرح بذلك- ولكن لا يأخذ حذره من صغائر الذنوب ولا يبالى بها، وتؤدي به بعد ذلك إلى الفتور والتقصير في الطاعات، بل يمكن أن تؤدي به إلى فعل الكبائر.
فهنا حذّر صلوات ربي وسلامه عليه من احتقار صغائر الذنوب , لأن تعود النفس على التساهل مع الصغائر من شأنه أن يستدرجها للوقوع في الكبائر..

فحري أن يكون لنا مع أنفسنا جلسات دائمه .. نناقش فيها الحساب ونقيمها ونستخلص منها ما تداخل فيها ونمسح ما ران عليها .. ملبين بذلك دعوة الحق سبحانه :{ ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاهها وقد خاب من دساها} ومنفذين لوصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث يقول:" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وتهيئوا للعرض الأكبر".

ويقول العلماء في التوبة: التوبة واجبة من كل ذنب. فان كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى فلها ثلاثة شروط:
الاقلاع ،الندم و عدم العودة. وان كانت تتعلق بآدمي فشروطها أربعة، الثلاثة الأولى، وأن يبرأ من حق صاحبها.

فمن الان يجب أن نراجع حساباتنا وأن ننقي أنفسنا مما شاب بها قبل أن تشيب بنا فحين ذاك يصعب علينا إستخلاصها .

يقول الشاعر :
رأيت الذنوب تميت القلوب . . وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب . . وخير لنفسك عصيانها

فأختر موات القلب أم حياته ..

فعزائي لمن مات قلبه وطال عمره ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..