حلم العمر
مرحبا بك يازائر في موقع حلم العمر
إذا اردت تحميل شيئا يجب عليك التسجيل اولا
نتمني لك وقتا سعيدا ويشرفنا عضويتك معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حلم العمر
مرحبا بك يازائر في موقع حلم العمر
إذا اردت تحميل شيئا يجب عليك التسجيل اولا
نتمني لك وقتا سعيدا ويشرفنا عضويتك معنا
حلم العمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الان برنامج تعليم البيانو...................جامد طحن
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الثلاثاء مارس 20, 2012 6:36 am من طرف اسماعيل ابو العبد

» تحميل اغنية اشرف البرنس ضربت نفسي بمطوة وسيف 2009
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الخميس أبريل 28, 2011 9:05 am من طرف ToReZ

» سجلوا حضوركم بالصلاه على النبى صلى الله عليه وسلم
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الأربعاء يناير 26, 2011 11:20 pm من طرف ضحى

» متعب ألهب حماس الجمهور وحناشي يصر على المغادرة وإداري الشبيبة يبحث عن اتهام!
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الجمعة سبتمبر 24, 2010 9:59 am من طرف mayadellll

» لاعبو الشبيبة يعتدون علي أحمد حسن وتراشق بين اللاعبين أمام غرف الملابس
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الإثنين أغسطس 30, 2010 8:03 am من طرف mayadellll

» ثورة جماهيرية كبيرة ضد البدري وهتافات معادية ضده من جمهور الأهلي في الاستاد
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الأحد أغسطس 29, 2010 8:19 pm من طرف عطر الندى

» البدري ينفعل: أتحمل المسئولية كاملة ورد فعل الجمهور أحزنني وفرصة التأهل قائمة
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الأحد أغسطس 29, 2010 8:15 pm من طرف عطر الندى

» صادق: التغييرات كارثة والجمهور لا يستحق هذا الاخفاق والأهلي فقير فنيا!
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1الأحد أغسطس 29, 2010 8:13 pm من طرف عطر الندى

»  الاسماعيلى يتدرب فى حديقه والامطار تحسن الطقس
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Icon_minitime1السبت أغسطس 28, 2010 6:03 am من طرف عطر الندى

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
مجله المنتدى
أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
mayadellll
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
shahyahmed
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
سمريوسف
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
اسماء الله
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
nour3iny
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
meshooo
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
love forever
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
~MOnaliza~
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 
alaa
المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_rightالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_centerالمجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Poll_left 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 25 بتاريخ الثلاثاء فبراير 21, 2023 10:11 pm


المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

اذهب الى الأسفل

اسلامى المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 6:58 am

]مجلة حلم العمر الاسلامية
شباب الاسلام
الإفتتاحية



المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Quran






الحمد لله رب العالمين


والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين




ثم أما بعد :



من الأقسام التى تعاني من إهمال الأعضاء فى المنتدى هو القسم الإسلامي ،

فعدد الداخلين للقسم الإسلامي فضلا عن المشاركين لا يقارن أبداً بأقل الاقسام من حيث الأهمية
فى هذا المنتدى ، ومع بدء الاهتمام بهذا المنتدى على يد مشرفتنا ( سمر )
بدأ المنتدى الاسلامي يتنفس هواء الاهتمام من جديد من بعض الأعضاء ،
ولكن ليس بالاهتمام الذى كنا نرجوه ونأمله ، ولذلك قررنا أن تتضافر جهودنا جميعاً
وجهود كل من يحب لهذا المنتدى الخير فى ان نجعل من القسم الاسلامي
قسم هام من اقسام المنتدى، ليس فقط بالصوتيات والمرئيات
ولكن بالمواضيع والمشاركات الهامة من الأعضاء ،
ومن هنا جاءت فكرة مجلة ( شباب الإسلام) كنوع من الرقي بهذا المنتدى والقاء الضوء عليه
من قبل كثير من الأعضاء الذين سوف يطالعون المجلة ، ولقد بذل فيها القائمون عليها مجهودا ً
كبيرا فى تنسيقها وإختيارات المواضيع الأفضل التى نبدأ بها في أول عدد ،
وكان منهجنا فى هذا العدد أننا نقوم فقط بإعداد هذه التوبيكات وإختيارها
من مواقع إسلامية ومجلات أخري مع التنقيح والحذف والاضافة بما يناسب الأعضاء هنا
وبما يحقق الهدف المرجو من وراء إنشاء هذه المجلة ، وإن شاء الله يكون هذا العدد إفتتاحية خير لإصدارات عديدة للمجلة فى مطلع الشهور الإسلامية ،
ولا تنسوا أن تتابعونا بالرد والنصح والتعقيب حتى نصل بأراءكم إلى افضل شكل لهذه المجلة






إن شاء الله .

[/size]
[/size]

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:04 am

العقيدة الاسلامية
قصة سمكتين


المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Fish


توضّح هذه القصّة قضيّة الإيمان بالغيب ، وكيف يستدلّ العاقل بآثار الكون على وجود الخالق سبحانه وتعالى ، وبإخبار النبي – صلى الله عليه وسلم - على ما لا تدركه الحواسّ من عالم الملائكة والجن والشياطين ، وما يدور في عالم البرزخ ، وأحداث يوم القيامة ، وغيرها من الأمور .
المشهد الأول
تحت أمواج البحار .. وبين الشعاب المرجانية ..
عالم يموج بالحياة .. ألوانٌ شتّى من مخلوقات الله تسبح يمنةً ويسرة تبحث عن رزقها وقوت يومها ..
وبين تلك الشعاب سمكتان توثّقت بينهما رابطة الصداقة منذ الطفولة على الرغم من اختلافهما في كل شيء .. فالسمكة (غيداء) اشتهرت بين أقرانها بجمالها الباهر .. أما السمكة ( لبيبة ) فلم يكن لها ذلك الحظ الوافر من البهاء والروعة كما لدى صاحبتها .. إلا أن الله عوضها عن ذلك بذكاء وفطنة.

وفي صباح يوم هادئ ، خرجت السمكتان كعادتهما تتجولان بين الصخور والشعاب .. فإذا بهما تشعران بحركة واضطراب في مياه البحر .. ثم أعقبه هدوء نسبيّ يتخلّله صوت حلقات المياه المتراجعة التي سبّبها ذلك الاضطراب .. وكان سبب ذلك الصخب اقتراب أحد القوارب الكبيرة ..

توقّف القارب بعد دقائق بالقرب من الشعاب .. ومرت لحظات من الصمت الثقيل قطعها صوت ارتطام جسم غاص في الأعماق بسرعة .. كان ذلك الجسم قطعة من المعدن اتصل بها خيط رفيع يمتد إلى السطح .. وهناك فرعٌ آخر لذلك الخيط كان يحتوي على طُعم للأسماك ..
نظرت السمكة (غيداء) إلى الطعام أمامها فلم تتمالك نفسها من الاندفاع نحوه للفوز به .. لكن السمكة (لبيبة) أسرعت نحوها واستوقفتها قائلة :
- ما بك يا مجنونة ؟ إلى أين تريدين أن تذهبي ؟
- إلى الطعام بالطبع ، أتريدين أن تمنعيني من رزقٍ ساقه الله إلي ؟
- لا تنخدعي بالمظاهر ؛ إنه فخٌّ محكم لك ولأمثالك
- أي فخٍّ تتكلمين عنه ، ذاك طعامٌ شهيّ وفرصة لا تعوّض
- لا تتعجّلي في الحكم على الأمور ، إنك لا تدرين ما الذي سيصيبك لو حاولت الحصول على ذلك الطعام ، سيعلق الخيط بك ، وستحاولين التخلّص منه دون جدوى ، ثم ستودّعين مملكتنا إلى عالم قاسٍ ورهيب ، فهناك فوق السطح صيّادٌ من بني البشر ينتظر قدومك بشغف ، ليس حبّاً فيكِ ، ولكن رغبةً في أن تكوني طعاماً له ولأولاده ، مصيرك يا زميلتي شواءٌ على صفيحة ساخنةٍ تتقلّبين عليها.

نظرت السمكة (غيداء) إليها بسخرية وقالت : أي سخفٍ تقولين ؟ أنا لا أرى شيئاً مما تذكرينه ، ثم من قال لك أن وراء الأمواج التي تعلونا عالمٌ آخر ؟ إنها أفكارٌ ساذجة ابتدعها خيالك المريض.

وبصوتٍ يملأه الشفقة قالت السمكة (لبيبة) : مسكينة أنتِ إن كنت لا تدركين وجود عالم علوي لا علم لنا به على وجه التفصيل ، فيه سماءٌ وجبال ، وأشجار ونباتات ، وشكلٌ آخر يختلف تماماً عما ترينه حولك من مظاهر الحياة عندنا .
- ومن الذي ملأ رأسك بهذه الخيالات العجيبة التي لا دليل عليها ؟
- تريدين الدليل ؟!! إذاً تعالي معي

المشهد الثاني
انطلقت السمكتان (غيداء) و (لبيبة) نحو منطقة نائية وموحشة من قاع البحر ..
كانت مليئة بالقوارب الغارقة التي علت أركانها الطحالب ، واستوطنتها بعض الكائنات الأخرى ..
ظلام دامس وسكون كانا يبعثان في النفس القشعريرة ، ويثيران مكامن الخوف .. وانتهى المسير بالسمكتين إلى داخل إحدى تلك القوارب.
قالت السمكة (غيداء) : ما الذي جعلك تأتين بنا إلى مثل هذا المكان المخيف ؟ ، فأجابتها صديقتها : اصبري قليلاً يا أختاه ، فثمّة أمور يهمّك مشاهدتها!!.
ومن شقّ لآخر .. ومن غرفة لأخرى .. وقفت السمكتان أمام مجموعة من الأدوات التي يستخدمها البشر ، وقد علاها الصدأ .
نظرت السمكة (غيداء) حولها بدهشة وقالت : ما هذا الذي أراه؟ لا أذكر أنني شاهدت ما يشبه هذه الأدوات.
قالت السمكة (لبيبة) : هذه مجموعة من الأدوات التي صنعها البشر ، انظري إلى تلك القطعة المعدنية ؟ إنها الأداة التي يقطّعون بها أغذيتهم ، وهذه هي صفيحة الشواء التي حدّثتك عنها ، وفوقها أداةٌ أخرى يسمّونها ( شوكة) ، ويستخدمونها في تناول أطعمتهم ، وأنت بتهوّرك تريدين أن تكوني ذلك الطعام.
أطلقت السمكة (غيداء) نظرها نحو تلك الأطلال .. واستغرقت في تفكير عميق مدّة من الزمن ثم قالت : على الرغم مما أراه ، إلا أنه يصعب علي تصديق ما تقولين ، كما أنه لا يمكنني الجزم بأن تلك الأدوات من صنع البشر ، ولعل لها تفسيراً آخر لم تبلغه أفهامنا بعد.
ردت عليها صاحبتها : يا عزيزتي ، إن أي عاقل تكفيه مثل هذه الدلائل على وجود العالم الآخر .. ودعيني أقدّم لك برهاناً جديداً على صدق ما ذكرته لك ، هلمّي بنا نزور شخصّية مهمّة في مملكتنا ، وأرجو أن تجدي في زيارتها ما يجيب على تساؤلاتك .

المشهد الثالث
في ناحية من الشعاب المرجانية .. وقفت السمكتان (غيداء) و (لبيبة) أمام إحدى البيوت . نظرت السمكة (غيداء) إلى البيت ثم قالت لصاحبتها: ولكنك لم تخبريني من الذي سنقوم بزيارته ؟
فأجباتها قائلة : إنها السمكة (حكيمة) ، وهي من القلائل الذين أتيحت لهم فرصة الذهاب إلى ذلك العالم ثم العودة إلى الوطن .
فتحت السمكة (حكيمة) باب المنزل ، وتبادلت الترحاب مع ضيوفها ، حتى قالت السمكة (لبيبة) : آمل ألا نكون سبباً في إزعاجك في مثل هذا الوقت ، ولكننا في الحقيقة سمعنا عن قصّتك المدهشة في الصعود إلى سطح البحر ومشاهدة ذلك العالم المجهول ، فأحببنا سماع القصّة منك مباشرة .
- بنيّاتي !! لقد أرجعتموني بالذاكرة إلى واقعة أليمة .. وأحداث لا تمحى من سجلّ أيامي .. ولولا فضل الله عليّ ولطفه بي لما كنت بينكم الآن ..
كان ذلك قبل وقت طويل من الزمن .. عندما كنت شابة في مثل سنّكم .. أسبح بين الشعاب ، وألتقط الطعام من هنا وهناك ، وفي يوم من الأيام ، رأيت طعاماً كبير الحجم .. جميل المنظر .. يتدلّى من أعلى سطح البحر .. فاندفعت نحوه بسرعة ودون أدنى تفكير ..
وفجأة تغيّر حولي كل شيء .. فلا ماء ولا قاع ولا أسماك .. ولكن سماء وقارب وآلاتٌ غريبة ..
عندها أدركت أنني غادرت عالمي إلى العالم المجهول .. ثم أبصرت أمامي واحداً من أولئك البشر الذين سارعوا بانتزاعي من الماء .. وحرّرني من الخيط الذي علق بي ثم وضعني داخل سلّة أنا ومجموعة من السمك .. كان الصيّاد يأتي بين الحين والآخر لينتزع إحدى تلك السمكات .. ثم ..
توقّفت السمكة (حكيمة) عن الحديث ، وشخصت ببصرها لتسبح في بحر تلك الذكريات المؤلمة ، ثم قالت : رأيته يقوم بتقطيع السمكة وإخراج أحشائها .. ثم يلقيها دون رحمة في وعاء كبير تتصاعد منه الأبخرة .. فتملّكني الهلع .. وأدركت أن مصيري هو ذات المصير ما لم أتمكّن من الخروج من هذا المأزق ..
وهكذا حزمت أمري .. وجعلت أتحرّك بسرعة وأحاول القفز .. حتى تمكّنت من الخروج من تلك السلّة .. أبصرني ذلك الصيّاد فأسرع للقبض علي .. ولكني استطعت الإفلات من يده والعودة إلى المياه من جديد .. والحمد لله على نعمة النجاة ..
لقد تركت تلك التجربة في نفسي جروحاً غائرة وفي جسدي آثاراً لا يمحوها الزمن .. وإن كان من نصيحة أقدمها لكما ، فهي أن تحذروا من ذلك العالم .. فكم من فضول قتل صاحبه.
المشهد الرابع
أمام ذلك الطعم من جديد .. وقفت السمكتان ترمقان المشهد في صمت .. حتى قالت السمكة (لبيبة) : والآن .. ما رأيك؟ هل اكتفيت بما شاهدته من الآثار ، وما أخبرتنا به السمكة (حكيمة)، على ما يحصل في ذلك العالم ؟
-بصراحة ، لم يكفني ذلك ، وأرغب في المزيد .
- أي مزيدٍ تطلبين أكثر من ذلك ، لا تكابري يا صديقتي .
- لست مكابرة ، ولكن أخبريني بصراحة ، لماذا يجب عليّ أن أصدّقك أنت وتلك السيّدة ؟!!
- لأنني أريتك الآثار الدالة على وجود ذلك العالم ، والسمكة (حكيمة) أخبرتنا بمشاهدتها وتجربتها ، والعاقل يصدّق الأخبار التي تصله من الثقات ، ويؤمن بالأدلة والقرائن التي يقف عليها.
تبدي السمكة (غيداء) عدم قناعتها فتقول لها السمكة (لبيبة) : هل رأيت سمكة القرش من قبل ؟
-بالطبع لا .
- كيف تؤمنين إذاً بوجودها رغم أنك لم ترينها من قبل ؟ أليس السبب أن أجدادنا قد أخبرونا بوجودها ونحن نصدّقهم ونثق بهم ؟.
-ولكني أرى أنه لا سبيل إلى اليقين بوجود ذلك العالم إلا بأن أجرّب بنفسي الذهاب إليه.
- ذاك هو الجنون بعينه ، أتطلبين الخروج من عالمنا ومشاهدة العالم الآخر حتى تصدقينني؟ .. لن يفيدك ذلك شيئاً .. نعم ، ستدركين حقيقة ذلك العالم .. لكن بعد فوات الأوان .. وسترين بنفسك ما يفعله البشر بك وبأمثالك .. ولن يفيدك وقوفك على الحقيقة حينئذٍ .. لأنك –وببساطة – لن يمكنك العودة إلى عالمنا!!.
- اعذريني يا زميلتي العزيزة ، لا تحاولي منعي من المحاولة ، فأنا مصرّةٌ على ذلك!!
- لك مطلق الحريّة فيما تفعلين ، ولكن أرجو ألا تقولي بعد ذلك أنني لم أبالغ في نصيحتك وتحذيرك .
وانطلقت السمكة (غيداء) نحو ذلك الطعم فابتلعته ، وسرعان ما جرّها الخيط إلى العالم الآخر ، عندها أبصرت بعينها كل ما سمعته من قبل ، وعاينت الأهوال بنفسها ، وتملّكها الندم حين لا ينفع الندم .

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:06 am

دعوة وتكنولوجيا
مخترع الهوت ميل شاب مسلم


المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول Msn-messenger


ذكرت صحيفة الراية القطرية أن مخترع البريد الإلكتروني "الهوت ميل" ليس أمريكيا كما يتصور البعض، وإنما هندي مسلم، والبريد (hotmail) هوت ميل هو أكثر ما يستخدم من أنواع البريد حول العالم وهو تابع لشركة ميكروسوفت الأمريكية وهو ضمن بيئة "ويندوز التشغيلية".. وخلف هذا البريد الساخن قصة نجاح شخصية تستحق أن نذكرها وخصوصا كما يبدو من اسم صاحبها أنه مسلم.. فصاحب هذا الاختراع هو: صابر باتيا.
في عام 1988 قدم صابر إلى أمريكا للدراسة في جامعة ستنافورد وقد تخرج بامتياز مما أهله للعمل لدي إحدي شركات الإنترنت مبرمجا، وهناك تعرف علي شاب تخرج من نفس الجامعة يدعي: جاك سميث. وقد تناقشا كثيرا في كيفية تأسيس شركتهما للحاق بركب الإنترنت، وكانت مناقشاتهما تلك تتم ضمن الدائرة المغلقة الخاصة بالشركة التي يعملان بها، وحين اكتشفهما رئيسهما المباشر حذرهما من استعمال خدمة الشركة في المناقشات الخاصة..
عند ذلك فكر (صابر) بابتكار برنامج يوفر لكل إنسان بريده الخاص؛ وهكذا عمل سرا على اختراع البريد الساخن وأخرجه للجماهير عام 1996.
وبسرعة انتشر البرنامج بين مستخدمي الإنترنت لأنه وفر لهم أربع ميزات لا يمكن منافستها.. والمميزات هي كما يلي:
أن هذا البريد مجاني، وفردي، وسري، ومن الممكن استعماله من أي مكان في العالم.

ظهور بيل جيتس
وحين تجاوز عدد المشتركين في أول عام العشرة ملايين بدأ يثير غيرة (بيل جيتس) رئيس شركة ميكروسوفت وأغني رجل في العالم، وهكذا قررت ميكروسوفت شراء البريد الساخن وضمه إلى بيئة الويندوز التشغيلية..
وفي خريف 97 عرضت على صابر مبلغ (50 مليون دولار) غير أن صابر كان يعرف أهمية البرنامج والخدمة التي يقدمها فطلب 500 مليون دولار وبعد مفاوضات مرهقة استمرت حتى 98 وافق صابر على بيع البرنامج بـ (400 مليون دولار) على شرط أن يتم تعيينه كخبير في شركة ميكروسوفت.
واليوم وصل مستخدمو البريد الساخن إلى 90 مليون شخص، وينتسب إليه يوميا ما يقارب 3000 مستخدم حول العالم.

ابتكارات وأعمال خيرية
أما صابر فلم يتوقف عن عمله كمبرمج، بل ما زال يعمل ويبتكر، ومن آخر ابتكاراته برنامج يدعي (آرزو) يوفر بيئة آمنة للمتسوقين عبر الإنترنت وقد أصبح من الثراء والشهرة بحيث استضافه رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون والرئيس شيراك ورئيس الوزراء الهندي بيهاري فاجباني.
وما يزيد من الإعجاب بشخصية صابر أنه ما إن استلم ثروته حتى بني العديد من المعاهد والمستشفيات، وقام بإعمار وبناء مساجد في بلاده، وساعد كثيرا من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم (حتى إنه يقال إن ثروته انخفضت بسرعة إلى 100 مليون دولار).

إنها قصة نجاح شاب اعتمد على ذكائه وعقله ولم تخدعه مظاهر العظمة الأمريكية الجوفاء ولم يشعر بالدونية وهو يعيش وسط شباب أمريكا وعقول الغرب؛ فكل هذا لا يمنع من الابتكار والمنافسة طالما وجدت الهمة والعزيمة والمثابرة.. فليت شبابنا يتعلمون من صابر باتيا

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:09 am

السيرة النبوية
دموع فى حياة النبي صلى الله عليه وسلم



المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول 28v3m00

البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، قال تعالى : { وأنه هو أضحك وأبكى }
( النجم : 43 ) ، فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة ومتاعبها .
ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، حين كانت تمرّ به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر .
ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى .
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه - " رواه النسائي .
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الليالي فقال : ( يا عائشة ذريني أتعبد لربي ) ، فتطهّر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال له : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ؟ ) " رواه ابن حبّان .
وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : " قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( اقرأ عليّ ) ، قلت : يا رسول الله ، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ، فقال : ( نعم ) ، فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ( النساء : 41 ) فقال : ( حسبك الآن ) ، فالتفتّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان " ، رواه البخاري .

كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة ، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ) رواه ابن ماجة ، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) متفق عليه.

وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى .
وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد .
وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب قبوله الفداء من الأسرى ، قال تعالى : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } ( الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.

ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه .
فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه.
ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .
ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه مسلم .
ويذكر أنس رضي الله عنه نعي النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب ، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .
ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو قول ما لا يرضاه الله تعالى

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:13 am

أخلاق وتزكية
لو حاسس إن قلبك قاسى
يبأه لازم تقرأ هذا المقال

المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول ShowPic

أصحاب القلوب القاسية هم أبعد الخلق عن الله عز وجل ، وأن هذه القسوة التي تصيب القلوب هي في حقيقتها عقوبة من الله تعالى لبعض عباده جزاء ما اقترفوه ، كما قال مالك بن دينار رحمه الله: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.
وإذا كانت قسوة القلب من علامات شقاء العبد فإن لهذه القسوة التي يصاب بها العبد أسبابا نذكر شيئا منها فيما يلي:
أولا الركون إلى الدنيا والاغترار بها:
فمهما عظم قدر الدنيا في قلب العبد وطغى حبها في قلبه على حب الآخرة قسا القلب ؛ فتراه يضحي بكل شيء من أجل الدنيا ، فيضحي بصلاته ، بأرحامه ، بأصدقائه وخلانه ، بل يضحي بمبادئه وأخلاقه ، مع أن الله عز وجل ينادي:
( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).
إن الدنيا شعب كثيرة تتشعب بالعباد ، فهناك النساء والولدان والأموال والتجارات والمناصب والوجاهات و.....شعب كثيرة وكلما حصل العبد المغرور بالدنيا شعبة منها طمع في غيرها وسعى لها فيبتعد عن الله عز وجل بقدر ميله إلى هذه الشعب وانشغاله بها إلى أن يسقط من عين الله فلا يبالي ربنا بهذا العبد في أي أودية الدنيا هلك.
إن المتعلق بالدنيا المشغول القلب بها هو في الحقيقة سكران بحب الدنيا أعظم من سكر أصحاب الخمور إذ لا يفيق سكران الدنيا إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.
فيا أيها المشغول بالدنيا إذا أردت أن توغل فيها فأوغل فيها برفق واعلم أنك لن تأخذ منها إلا ما قدره الله عز وجل لك ، وأنه لن يفوتك منها درهم قد كتبه الله لك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن روح القدس قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب".
ثانيا: الصحبة الفاسدة:
مما لا شك فيه أن للصحبة تأثيرها ؛ فالطبع يسرق من الطبع ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله ".
وقد اتفق العقلاء على أن الصاحب ساحب ، فكم من صاحب جر صاحبه إلى السرقة ، وكم من صاحب جر صاحبه إلى الزنا وإلى القتل وإلى ترك الصلاة وغيرها من المنكرات والموبقات ، ومثل هذه الصحبة ستنقلب على أصحابها يوم القيامة خزيا وندامة وعداوة: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).
وسيندم كل من صاحب الفاسقين حين لا ينفع الندم : (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا).
وقد قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه: ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين).
فانظر كيف أن الصحبة الفاسدة كانت سببا في قبول بعضهم الشرك وعبادة الأوثان ولو كانوا غير مقتنعين باستحقاقها العبادة من دون الله تعالى ، لكنها الرغبة في موافقة الأصحاب. والعجيب أن هؤلاء الأصحاب سيتبرأ بعضهم من بعض وسيلعن بعضهم بعضا وسيتمنى كل منهم أن ينال صاحبه النصيب الأكبر من العذاب.
فإذا كان أصحاب السوء سيتبرأون من أصحابهم يوم القيامة فحري بالعاقل أن يتبرأ منهم اليوم قبل أن يتبرأوا هم منه غدا.
ثالثا: الإقبال على الذنوب من غير توبة:
ليس مطلوبا من العبد أن يكون معصوما إذ ليس بمقدوره ذلك فالخطأ والذنب من طبع البشر ، لكن المطلوب من العبد أن يكون معظما للرب مستحضرا اطلاعه على عباده فيورث هذا الشعور مراقبة الله عز وجل ، فتقل معاصيه ، وإذا بدرت من العبد معصية بادر إلى التوبة والندم ، وإلا فإن للذنوب أثرا على القلوب لا يعالجها إلا التوبة ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: " إن المؤمن إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
إن الذنوب تقسي القلب إن لم يتب منها صاحبها بل قد تميته والعياذ بالله ، وصدق عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
فهيا بنا نجدد التوبة وإذا ضعفت نفوسنا فعصينا عدنا فتبنا وأمام أعيينا قول ربنا تبارك وتعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:35 am

للشباب فقط
هل نحن جيل عازف عن الزواج

المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول 226_p5888
وأنا أمسك بالريموت كنترول أقلب محطات القنوات الفضائية توقفت عند برنامج خصص إحدى حلقاته لمناقشة مشكلة "عزوف الشباب عن الزواج".. جذبني الموضوع فسمعت جداً قليلاً وغثاً كثيراً، فأحد الضيوف –وصفوه بأنه فيلسوف- مضى يمجد في العزوبة؛ فالأعزب عبقري، مبدع، مفيد للبشرية، والمتزوج إنسان نمطي، ذليل، منقاد لعادات مجتمعه، ليس في قدرته أن يضيف شيئا لحركة الحياة، وبناء على هذه الرؤية العجيبة التي لا تستند إلى دليل يرى "الفيلسوف" أن شباب اليوم عازفون لأنهم أكثر نضجا وإبداعا وعبقرية!.
ورغم يقيني أن عنوان الحلقة كان خاطئا منذ البداية، لأن الشباب في حقيقة الأمر ليسوا "عازفين" عن الزواج بقدر ما هم "عاجزون" عنه، إلا أنني أريد أن أثبت هنا أن بعضا من الدراسات الاجتماعية كشفت بالفعل عن قدر من "الرهبة" يشعر بها الشباب نحو الزواج، وهذه الرهبة تعد الدرجة الأولى في سلم العزوف إن لم نقطع عليها الطريق.
نحو فهم أفضل للشباب
أضرب مثلا هنا بدراسة أجرتها وزارة الصحة في سلطنة عمان خلال العام (2001) تحت عنوان "نحو فهم أفضل للشباب"، فماذا قالت هذه الدراسة؟.. قالت إن 45% من الشباب في عمر المراهقة يعانون من أوضاع نفسية صعبة، وعادة ما يكونون أسرى لحالات من الحزن والقلق والكآبة والإحباط، وترتفع هذه النسبة لدى الإناث، وبلغت نسبة التخوف من بناء الأسرة وتحمل مسؤولياتها 54%، كما بلغت نسبة التخوف من الجنس الآخر 48% خصوصا عند الفتيات (!!).

والواقع أن الصورة التي رسمتها هذه الدراسة للشاب المراهق العربي هي الوحدة وقلة المعرفة، فهو منكفئ على نفسه بهمومها وأشواقها، وأفراحها وأحزانها، خائف من الآخرين الذين يجهل كل شيء عنهم، فيما تخلى الكبار عن مسؤوليتهم التاريخية في تعريفه بنفسه وبالعالم والبشر من حوله، وأعتقد أن حالة التخوف من بناء الأسرة، ومن الجنس الآخر ليست إلا مظهرا من مظاهر هذا الخوف العام من الآخر والانكفاء على الذات.
هذه النتيجة تؤكدها بقية المعلومات التي قدمتها الدراسة، فعلى الرغم من أن ما يزيد على 90% من الشباب الذين تناولتهم الدراسة يزيد عمرهم على 15 عاما، إلا أن هؤلاء الشباب في هذا العمر فشلوا في التعرف على أجسامهم، فنصفهم فقط استطاع التعرف على التحولات الفسيولوجية التي تصاحب مرحلة البلوغ، وأقل من ثلثهم تعرف على بعض مظاهر البلوغ لدى الجنس الآخر، وعندما سألتهم الدراسة عن مصدر معلوماتهم في هذا المجال، كانت المفاجأة أن 48.9% منهم يستقون معلوماتهم من الأصدقاء، وتأتي الكتب والمجلات في المرتبة الثانية، في حين يعتبر الأبوان المصدر الأخير للثقافة الجنسية لدى الشباب.

إن أول حاجز يفصل بين الشباب وبين الزواج هو ذلك الجهل المطبق بملامح الرجولة والأنوثة وواجباتهما، وقد درج الآباء والأمهات جيلا بعد جيل على ضرب سور من الكتمان حول الثقافة الجنسية، فليس مسموحا للابن أن يسأل أو يسمع أو يتطلع إلى فهم ما يدور بجسده من تحولات، وإلا فإن العقاب، ونظرات الاستهجان والإبعاد ستكون نصيبه داخل أسرته.. وربما كان لهذا النمط من التعامل مبرراته المنطقية وآثاره الوجيهة على شيوع حالة من النظافة والطهارة والعفة في المجتمع لفترة طويلة من الزمان، ولكننا في عصرنا الحاضر لا ينبغي أن نغفل أننا أمام متغيرات ما عادت تسمح لنا بالثبات عند سياسات تربوية تجاوزها الزمن، فالشاب الذي تغلق أمامه الأبواب والنوافذ في المنزل، وتغلق دونه آذان وأفواه أبويه، يجد اليوم عشرات البدائل التي توفر له ثقافة بديلة ستضمن له حسب ظني أسباب الانحراف، لأنها ستأتي متلبسة بملامح ثقافة غربية أهدرت قيمة الزواج، واستبدلت الصديقة بالزوجة، والطفل المتبنى بأطفال الدم، وعلاقة المودة والرحمة بالعلاقات التي لا تعرف إلا لون الدولار.

ليس عزوفا بل عجزا
وإذا كنا نتحدث عن العزوف، فإنني أعود للتأكيد هنا أن القضية في الأساس ليست قضية عزوف، بقدر ما هي قضية عجز عن الزواج في ظل الترويج لثقافة استهلاكية جعلت من العروس سلعة، ومن إقامة الأسرة مشروعا اقتصاديا.

في ظل هذه الثقافة ارتفعت معدلات المهور إلى أرقام فلكية، وتزايدت الشروط حول مواصفات الشقة والأثاث والرقم الذي سيدون كمؤخر للصداق لأن هذا كله محل تفاخر ومباهاة اجتماعية، ولهذا فقد صار على زوج المستقبل أن يعمل حتى يبلغ سن الأربعين ليستطيع توفير الشقة، وأن يتورط في ديون ربما يورثها لأولاده ليوفر بقية المطالب.
ومع ارتفاع المطالب ارتفع سن زواج الرجل، وارتفع بالتالي سن الزواج للفتاة حتى أصبح طبيعيا اليوم أن تتزوج الفتيات فوق سن الثلاثين، في حين كانت العنوسة تبدأ من عمر الخامسة والعشرين وربما قبل ذلك منذ عدة سنوات.
أخطر ما في الأمر أن الارتفاع المستمر في سن الزواج المرتبط بالعجز عن الزواج يتواكب مع انخفاض مستمر في سن ممارسة الجنس في ظل انفتاح الأبواب أمام ثقافة جنسية سرية غير مرشدة ونابعة من جذور ثقافية لا يقبلها مجتمعنا.
إن قيام الأبوين بواجبهما في توفير هذه الثقافة الجنسية المضبوطة بضوابط الشرع، مع العودة إلى البساطة واليسر في إجراءات الزواج وشروطه شرطان رئيسان ليقدم الشباب على الزواج، سواء سمينا موقفهم الآن عزوفا أو عجزا.

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:47 am

ثقافة وفكر
ألعاب الفيديو
والأفلام العنيفة تخفف الإحساس بآلام الآخرين



المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول 495

نشرت مجلة "سايكولوجيكل ساينس" دراستان تؤكدان بأن ألعاب الفيديو والأفلام العنيفة تؤدي لانعدام الإحساس بآلام ومعاناة الآخرين.
وبحسب الدراستين اللتين أشرف عليهما براد بوشمان أستاذ علم النفس في جامعة "مشيجن" فان التعرض لوسائل الإعلام العنيفة يخفض الإحساس بالإيثار وحب الغير.
وأجرت الدراسة الأولى اختباراً على عينة من 320 طالباً تم تقسيمهم لفريقين، لعب أحداهما ألعاباً عنيفة لمدة عشرين دقيقة فيما لعب الفريق الأخر ألعاباً غير عنيفة.
وبعد دقائق من الانتهاء من اللعب تابع الفريقان شجاراً عنيفاً استمعوا لجلبة يحدثها صوت أنين أحد المتشاجرين ، وجاءت فترة رد فعل الفريق الأول والذي لعب ألعاباً عنيفة أطول 73 ثانية في مستوى السعي لمساعدة الضحية في الشجار, فيما استغرق رد فعل الفريق الذي لعب ألعاباً غير عنيفة 16 ثانية. كما لم يلاحظ بعض المشاركين في فريق الألعاب العنيفة وجود الشجار من أساسه.
فيما أجرت دراسة ثانية اختباراً شمل 162 شاباً حضر نصفهم أفلاماً عنيفة ادعى خلالها شاب بإصابته في الكاحل ووقع منه عكازاه اللذان يستند إليهما دون أن يتمكن من التقاطهما، حيث تطلب رد الفعل بالتوجه لالتقاط عكازي الشاب 26 ثانية إضافية لدى من حضروا الأفلام العنيفة.
وفي دراسة أخرى أفاد باحثون بأن الأطفال بين سن عامين وخمسة أعوام الذين يتابعون مشاهد عنف على التلفزيون لمدة ساعة في اليوم يزداد عندهم احتمال أن يتسموا بعدوانية شديدة في مرحلة لاحقة من طفولتهم.
وأشار الدكتور ديميتري كريستاكيس معد الدراسة وهو من معهد الأبحاث التابع لمستشفى سياتل للأطفال : أن العديد من الأباء ليسوا على دراية بأن العروض و ألعاب الفيديو التي يشاهدها أطفالهم تنطوي على عنف أوغير مناسبة لفئتهم العمرية، مشيراً إلى أن الأطفال في هذ العمر لا يستطيعون التمييز بين الخيال والواقع ويحتاجون لشرح، مؤكداً أن الأطفال يفهمون من العنف في أفلام الرسوم المتحركة أن العنف مرح وليس له عواقب وذلك عندما يتدمر رأس شخص في فيلم رسوم متحركة ويعود فجأة سليماً ، فيضحك الأطفال وهم يعتقدون بالفعل أنه ليست هناك عاقبة خطيرة من ضرب شخص ما في رأسه .
وقد نصحت بعض الدراسات الأسر بمنع أبنائهم دون سن الثالثة عشر بالكلية من مشاهدة أي أفلام فيها عنف ولو كانت هذه الأفلام كرتونية كما نصحوا بضرورة حماية الصحة العقلية للطفل من مداهمة المخاوف التي قد تنتابه، من هذه الأفلام.
وبحسب الباحثين فإن "التعرض لوسائل الإعلام العنيفة يؤدي لانعدام الإحساس النفسي وانخفاض نسق دقات القلب وفي حساسية التوصيل الكهربائي للجلد لدى متابعة مشاهد عنف حقيقية".

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اسلامى رد: المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول

مُساهمة من طرف اسماء الله الجمعة يناير 22, 2010 7:55 am

الحديث الشريف
رجل بألف رجل


المجلة الاسلامية لحلم العمر ( شباب الاسلام ) العدد الأول 20704

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال : " مرّ رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجل عنده جالس : ( ما رأيك في هذا ؟) ، فقال: رجلٌ من أشراف الناس، هذا والله حريٌّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشفّع، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مرّ رجل فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (ما رأيك في هذا ؟) ، فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) "، رواه البخاري .

* * * * * *
معاني المفردات
حريّ : جدير.
إن خطب أن ينكح : أي يزوّج.
* * * * * *
تفاصيل الموقف
لأغلب لناس مقاييسهم الخاصّة في تقييم الآخرين وتصنيفهم، مبناها : الوقوف عند ظاهر القالب الاجتماعيّ، والأخذ بعين الاعتبار لأصول الشخص وجذوره، وحسبه ونسبه، وأمواله ومدّخراته، وأملاكه وأراضيه، وسطوته وقوّته.
فمن كان يملك من هذه الصفات حظّاً كبيرا، ونصيباً موفوراً، حاز على رضا من حوله واحترامهم، فتراهم يصدّرونه مجالسهم، ويولونه اهتمامهم، حتى تراه يقول المقولة التي لا عمق في مبناها، ولا جديد في معناها، فإذا بعبارات المدح تنطلق من حوله تمدح في عمق تفكيره، وفصاحة لسانه، ورجاحة عقله.
ولكن هل الأمور تؤخذ بهذا الشكل؟ وهل هذه المقاييس التي يتعامل بها الناس صحيحة؟ الجواب نقتبسه من مشكاة النبوّة وأنوار الرسالة، فهي التي تضيء لنا حقيقة الموازنة وضوابط التقييم.
فبينما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحادث أحد أصحابه في شأنٍ من شؤونه، إذ مرّ عليهم رجلٌ شريف النسب، عظيم المقام، تبدو عليه آثار النعمة وبوادر القوّة، فنظر إليه النبي عليه الصلاة والسلام، ثم نظر إلى سهل رضي الله عنه، ليستشفّ عن ميزانه الذي يُفاضل فيه بين الأنام، إن كان صحيحاً فيعزّزه، أو خاطئاً فيقوّمه، فقال له : ( رأيك في هذا ؟) .

نظر الصحابي إلى ذلك الرجل ، فوجده من أشراف الناس وأعيانهم، ومن خلال هذا الانطباع الشخصيّ الأوّلي، أصدر حكمه عليه، فذكر للنبي – صلى الله عليه وسلم – من مكانته وكونه محطّ أنظار الناس، ما يجعله جديراً بقبول شافعته، والحرص على مصاهرته.

سكت النبي – صلى الله عليه وسلم – سكوت مربٍّ يرى أن وقت التوجيه لم يحن بعد، وأن الدرس الذي يريد أن يرسم ملامحه يستدعي اكتمال الصورة بمثلٍ آخر مغاير لحال الرّجل الأوّل، وجاءت الفرصة سريعاً عندما مرّ رجلٌ آخر من فقراء المسلمين، رثّ الثياب، مهضوم الجانب، معدوم الحيلة، تلمح في قسمات وجهه آثار الإجهاد والمشقّة، وفي تصرّفاته البساطة والتواضع، فيعيد النبي – صلى الله عليه وسلم – سؤاله للصحابي عن رأيه، فيجيب بأنه لا مكانة له عند الخلق، وأنه لن يجد لقوله آذاناً تسمع، ولا لشفاعته نفساً تقبل، ولا مطمع في مناسبته ومصاهرته.

وهنا يقف النبي – صلى الله عليه وسلم – موقفاً يعيد الأمور إلى نصابها، ويهدف به أن يوسّع المدارك، حتى تتجاوز النظر إلى قشور المظهر أو المكانة لتنفذ إلى لبّ الرجال ومعادنهم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) .

إضاءات حول الموقف
يؤصّل النبي – صلى الله عليه وسلم – من خلال هذا الموقف المشرق، المقياس الحقيقي في القرب والبعد من الله عزّ وجل، ألا وهو التقوى والالتزام بحدود الشرع أمراً ونهياً، مستمدّاً ذلك من قوله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } ( الحجرات : 13)، وهذا هو الميزان الحق الذي يتفاضل به الناس، والميزان السماوي الذي يُسقط كلّ المقوّمات الأرضيّة ولا يجعل لها اعتباراً، ومحلّ النظر الإلهيّ يكون للجوهر لا للصوره ، قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم ، فلا قيمة للنسب ولا قيمة للجاه ولا للقوّة أو الصحّة ولا لغيرها، إذا تعرّى الإنسان من إيمانه وأخلاقه، وفضائله ومبادئه.

وباستيعابنا لهذا الميزان الدقيق، نُدرك حقيقة التقييم الوارد في نصوص الشرع، لنماذج بشريّة : سقط اعتبارها في الميزان السماوي، كمثل ذلك الرجل الذي أخبر عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله : ( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرؤوا إن شئتم { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } ( الكهف : 105 ) متفق عليه، وقريبٌ منه : النموذج النفاقي، الذي جاء وصفه في القرآن الكريم : { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم } ( المنافقون : 4) فهم من القوّة والفصاحة ما يُعجب الناظرين، ويُبهر السامعين، ومع ذلك فمآلهم الدرك الأسفل من النار.

ونستلهم مما سبق : أن الأكرم عند الله تعالى والأقرب إليه والأتقى له، هو الذي يستحقّ منّا الرعاية والاهتمام، والإعجاب والحفاوة، وإن قلّ نصيبه من الدنيا، ولرُبّ رجلٍ أشعث أغبر، لا يُعدل به ألف رجل، لو أقسم على الله أبرّه :
ترى الرجل الخفيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
لقد عظم البعير بغير لب فلم يستغن بالعظم البعير

اسماء الله
نائب المدير
نائب المدير

عدد المساهمات : 168
نقاط : 234
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى